((فائق عويس أرض أستاذ في الهندسة الإسلامية واللغة العربية))[/
حينما وطات قدمي امريكا للمرة الأولى عام 1981 كان فتى فلسطينيا يافعا طرده
الفقر وضيق الحال من بلدته دير دبوان التي يجثم الاحتلال الإسرائيلي على
صدور أهاليها حينذاك كان وحيدا تماما دون مرشد ولا معين فإذا
به يتعلم ويعمل حتى الدكتوراه ويبدع لوحات بديعة من الخط العربي ويكتب
وينشر ويدرس والأهم
من ذلك كله أن محيطه الأميركي ازداد به وعيا واستنارة وسلاما.
فائق عويس: أنا إسمي فائق صالح عويس أنولدت في بلدة دير
دبوان في قضاء رام الله في فلسطين وعشت في بيئة زراعية
فلاحين يعني ودرست في مدارس دير دبوان الابتدائية والإعدادية بعد ما كملت المرحلة الإعدادية كان في مشروع في بلدة دير دبوان لإقامة مدرسة صناعية مدرسة ثانوية صناعية وقررت أني التحق بهذه المدرسة لعدة أسباب منها أسباب مالية وأسباب عائلية رغم أن كانت اهتماماتي في المرحلة الإعدادية هي في الفن والأدب وكنت حابب أني أدرس في القسم الأدبي لكن قررت الالتحاق بالمدرسة الصناعية لحتى أتعلم صنعة وأعيش أهلي في ذلك الوقت لأن عشنا في بيئة زراعية وبيئة فلاحية فكان موسم قطف الزيتون من أفضل المواسم ومن أحسن الأوقات اللي كنا نتمتع فيها وكنا ننبسط كثير كل العائلة كانت تتجمع حول قطف الزيتون وكان يعني كان فعلا عبارة عن احتفال عائلي وكنا دائما يعني نستنى هذا الموسم كل سنة حتى أن نشارك الأهل والأقارب أن نشاركهم في قطف الزيتون يعني حنيني للزيتون ظل معي حتى الآن فأنا زارع يعني خارج البيت زارع زيتون وكمان حاولت أزرع تين لأن شجرة الزيتون بالنسبة لنا كفلسطينيين هي هويتنا يعني هويتنا شجرة الزيتون شجرة مقدسة ومباركة فنحب هذه الشجرة الهجرة في دير دبوان تقريبا يعني نصف سكان البلد من المهاجرين وبدأت الهجرة في البلد من نهاية القرن التاسع عشر وهاجر يعني هاجر ناس كثير على أميركا اللاتينية وعلى أميركا الشمالية ومنهم كان جدي.. جدي يعتقد أنه هاجر أو سافر إلى أميركا في سنة 1913 وبعدها عاد وأتزوج بعدين أعمامي.. أعمامي كلهم سافروا منهم كمان والدي.. والدي سافر على البرازيل وقضى مدة في البرازيل فكانت يعني الهجرة جزء من حياة العائلة وأنا كنت من الناس اللي واقفين ضد هذه الظاهرة اللي موجودة وماكنتش يوم أفكر أني راح أهاجر أو أترك البلد لكن الظروف.. الظروف الصعبة ظروف فرص التعليم فرص العمل ماكنتش متوفرة لأن من ظروف الاحتلال فأضطريت أني أسافر وماكنتش في بدايتها هي هجرة إنما كانت للدراسة لمدة أربع أو خمس سنوات أدرس في الجامعة وبعدين أرجع على البلد لكن الظروف تغيرت ويعني بقينا في هذا البلد أكثر من خمسة وعشرين سنة.
فلسفة الزيتون وإبداع الخط العربي
يزغ الدكتور فائق عويس بأنه صاحب فلسفة الزيتون القادرة على كشف الحقيقة بشأن ما يحدث الآن في العالم الحضارات لا تتصارع لأن هذا هو حكم القدر وحتمية التاريخ بل أن الحضارات قد تتصارع لأن الناس هناك يجهلون الناس، هنا لاحظ الدكتور فائق أن كل أميركي يتعلم العربية على يديه ويقرأ شيئا من تراثنا العربي ويتمكن من تذوق فنوننا يزداد فهما للحالة العربية وسان فرانسيسكو تمثل أرضا خصبة لأفكار الحوار والتلاقي والقبول بالآخر يفتح عقول الناس وقلوبهم لفهم بعضهم البعض أن كان هناك من يساعدهم ويعرفهم بأشجار الزيتون.
قدمت رسالة الدكتوراة عن عناصر الوحدة في الفن الإسلامي ومن ضمنها كان الخط العربي وفن الخط العربي، والدراسة كانت عن الفنان الفلسطيني جمال بدران وعملت البحث في الأردن وفلسطين ومصر
فائق عويس: جئت على سان فرانسيسكو وكان عمري 18 سنة في سنة 1981 وكانت يعني ظروف صعبة، صعبة كثير لأن ماكانش في موجود أحد ليستقبلني ماكنش في موجود دعم مادي فقررت أني أشتغل من أول يوم ما وصلت فأشتغلت في البقالات في المطاعم حتى أني أساعد نفسي أولا في مصاريف الجامعة وثانيا في يعني مساعدة أهلي في الوطن فلما التحقت في جامعة سان فرانسيسكو في البداية كنت بدي أدرس هندسة وأخذت بعض المقاسات في الهندسة ولكن يعني لم أكن يعني مرتاح نفسيا فانقطعت عن الدراسة لمدة ولما رجعت قررت أني أدرس الدراسات العربية والإسلامية هي دراسات عامة وقدمت رسالة الدكتوراه عن عناصر الوحدة في الفن الإسلامي ومن ضمنها كان الخط العربي وفن الخط العربي وعملت الدراسة والبحث في عن فنان فلسطيني اسمه جمال بدران وعملت البحث في الأردن وفلسطين وفي مصر والحمد لله بعد ما قدمت الدكتوراه وتم الموافقة عليها تخرجت وأنا في الجامعة تعرفت على زوجتي وهي من السلفادور وتزوجنا وعندنا الآن أربع أولاد الكبير فداء عمره 19 سنة وسلام عمره 15 وجواد عمره 10 وصالح عمره 9 سنوات يعني بالنسبة لبيئة الأولاد في أميركا في بيئة تتكون من ثلاثة ثقافات اللي الثقافة اللاتينية من زوجتي والثقافة العربية طبعا مني والثقافة الأميركية فمن رأيي هذه يعني من العناصر اللي بتفيد الأولاد بتخليهم دائما يكونوا متفتحين على كل الثقافات على كل الأديان على كل العادات والتقاليد وبتعطيهم دور أنهم دائما يحترموا هذه الثقافات والأديان فبالنسبة لي ما في أي مشكلة أن الأولاد ربوا في هذه البيئة والحمد لله أنا يعني أشوف الأولاد أن كيف يعني من مشاريعهم المدرسية من علاقاتهم مع أصدقائهم من علاقاتهم مع عائلتي مع عائلة أمهم أن دائما يعني بينتقوا الأفضل أو الأحسن من كل هذه الثقافات.
الخط العربي هو هندسة الروح وهذا الذي يمتلك موهبة التعبير بضربات الريشة السميكة المثقلة بالحبر عن المعاني الكامنة عميقا في الحروف والأشكال هو المترجم الحقيقي الذي يمثل بعمله المبدع جسرا بين ثقافتين وإيمان الدكتور فائق عويس بقيم الحرية والديمقراطية والتسامح راسخ في شخصيته وكأنه شربه مع حليب أمه الفلاحة الفلسطينية التي أشعلت في قلبه الولع بالجمال والقدرة على إبداعه ببساطة فطرية تخلو من إدعاء المحترفين وزهوهم الطاووسي تطريزات الوالدة على النسيج إذا ما تزال تعلم الابن وتلهمه ليكتب في لوحاته ثلاث مفردات أكشفوا روحنا للعالم حب وطرب وسلام.
فائق عويس: من أول ما بدأت في جامعة سان فرانسيسكو من أيام ما كنت طالب انخرطت في العمل الطلابي ضمن الاتحاد العالمي لطلبة فلسطين وفي ذاك الوقت كان منظمة الشباب الديمقراطية فكانت بعض المؤسسات أو الجمعيات الطلابية وكنا نعمل بعض النشاطات في الجامعة أما لتعريف الطلاب الأميركان على القضية الفلسطينية أو على الثقافة والتراث العربي بعد ما أنهيت الجامعة ضليت مستمر في عملي في الجالية وشاركت في عدة جمعيات ومؤسسات منها جمعية دير دبوان الفلسطينية وكنت في اللجنة التنفيذية للجمعية لمدة ست سنوات كنا نصدر نشرة أسمها الزيتونة مازلت تصدر حتى الآن وكنت أنا محرر لهذه النشرة وعملت في الجمعية وكان هدف الجمعية هو مساعدة الأهل في الوطن في دير دبوان من مساعدة المدارس والمؤسسات والعائلات المحتاجة وتقديم المنح الدراسية للطلاب وكثير.. كثير من المشاريع التي قامت بها الجمعية خلال خمسة وعشرين سنة في الوقت الحاضر أو قبل ثلاث سنوات شاركت مع نبيلة مانجو وهي من النشاطات في منطقة سان فرانسيسكو في تأسيس جمعية زوايا وهي جمعية ثقافية تعني بنشر أو بالمحافظة على التراث والثقافة العربية في منطقة سان فرانسيسكو من خلال الفن والرسم والموسيقى والأدب وفي الوقت الحاضر أنا أرأس هذه الجمعية هدف الجمعية هدفين رئيسيين الأول المحافظة على التراث والعادات بالنسبة لأبناء الجالية العربية والهدف الثاني اللي هو تعريف المجتمع الأميركي على تراثنا الغني وعلى عاداتنا وتقاليدنا وعلى ثقافتنا من خلال الموسيقى من خلال إقامة المعارض الفنية من خلال دعم المشاريع الأدبية أو مساعدة المؤلفين أو الكتاب العرب الأميركيين في نشر كتبهم أو في مشاريعهم.. يا حبيب أنا مازلت أهواه فأنا ما أحببت يوما سواه يا حبيب أنا مازلت أعشقه والعشق للحسن ما أحلاه يا حبيبا أنا مازلت أطلبه وطلب المحب من الحبيب أغناه يا حبيبا.. يعني معظم كتاباتي هي عبارة عن مقالات أو دراسات كتبتها في أما مجلة الجديد وهي مجلة تصدر باللغة الإنجليزية من لوس أنجلوس ومختصة بالفن والثقافة العربية كتبت عدة مقالات فيها عن الفنانين الأميركيين من أصل عربي أيضا كتبت بعض المقالات عن الفن الإسلامي والخط العربي بالنسبة للكتب رسالة الدكتوراه اللي قدمتها لجامعة يونيون أنسترتيوت اللي تتعلق عن عناصر الوحدة للفن الإسلامي تم نشرها في كتاب وعمليا هي عبارة عن ملخص لهذه الرسالة بتشرح عن عناصر الوحدة في الفن الإسلامي ومنها الخط العربي كما كتبت كتاب عن اللغة العربية أو هو دليل عن الخط العربي كيفية اتصال الخطوط ببعضها بعض القواعد البسيطة هي بداية يعني أو دليل لمن يريد أن يتعلم اللغة العربية يعني هذين الكتابين اللي أصدرتهم وأنا في الوقت الحاضر بأشتغل على كتاب ثالث واللي هو عبارة عن السيرة الذاتية لمائة فنان وفنانة أميركيين من أصل عربي الفن في بداية الأمر ماكنش احتراف كانت هواية منذ يعني لما كنت صغير كنت أكتب الخط العربي أخطط أرسم ولكن لما بلشت أعمل في رسالة الدكتوراه حبيت أني أعرض بعض اللوحات اللي عملتها وكان أول معرض شاركت فيه أو كان معرض شخصي في سنة 2001 وبعدها شاركت في عدة معارض فنية في أميركا وأنا يعني بأحب التخطيط وبأحب الفن وخاصة فن الخط العربي والفن الإسلامي من خلال الأشكال الهندسية والأشكال النباتية هذا كان جزء من دراستي وكان جزء من ثقافتي لأن يعني اللي أثر في أو اللي أعطاني هذه الهوية الفنية اللي هي والدتي الحبيبة لأنها كانت يعني من التطريز والتطريز عندنا في فلسطين فن منذ عدة سنوات في الجمعية جمعية الخدمات الاجتماعية في منطقة ديترويت كان عندها مشروع لعمل متحف عربي أميركي أو متحف متخصص في التاريخ أو المحافظة على تاريخ الجالية العربية وتاريخ الهجرة اللي مرت فيها وأيضا إسهامات العرب الأميركيين اشتركت في مسابقة لعمل التصميم الرئيسي للمعرض تشاركت مع فنان آخر بعد ذلك التصميم اللي أنا قدمته لاقى إعجاب المسؤولين عن المتحف فقاموا بالاتصال في وطلبوا مني أني أقوم بتصميم بعض التصميمات ولكن مع مراعاة تكاليف محدودة فقررت في ذلك الوقت أني أقدم تصميمي وأقدم خدماتي مجانا للمتحف كدعم مني لهذا الصرح اللي طبعا راح يخدم أجيال وأجيال قادمة اللي راح يحافظ على تاريخ الجالية العربية وتاريخ هجرة هذه الجالية ومساهمات أبناء هذه الجالية في الساحة الأميركية.
هذا رجل صبغت إسرائيل طفولته بالأسى ولونتها أمه بالمحبة ورصعها موسم جمع الزيتون بالفرحة رجل يتزوج لاتينية ويربي أولاده على احترام هوياتهم الثلاثية هم فلسطينيون عرب وهم لاتينيون أسبان وهم أميركيون يعلمهم أن التنوع نعمة لأصحاب العقول الكبيرة وأن الأغبياء وحدهم بعقولهم الضيقة يرون التنوع نقمة هذا هو الترجمان الفلسطيني في سان فرانسيسكو