Admin المدير العام
عدد الرسائل : 44 العمر : 61 البلد : العراق تاريخ التسجيل : 06/06/2007
| موضوع: القلوب والاقفال الإثنين يوليو 23, 2007 7:55 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إن الله تعالى يحدثنا عن إقفال القلوب بقوله (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) فالقرآن يشير إلى القلوب المغلقة التي ترفض التفكير والانفتاح والتعمق في الأمور والتدبر فيها , لأنها تتعامل مع ما اعتادته والفته من أفكار البيئة التي تأثرت بها , ومن الواقع الذي خضعت له , بحيث يصعب عليها أن تنتقل إلى أفق أوسع والى فكر أعمق ولهذا , فإنها تتحرك بعيداً عن إنسانية العقل وإنسانية الفكر .إما ما هي الوسائل التي يمكن للإنسان أن يتخلص بواسطتها من هذه اللاقفال ؟؟ إنني أتصور إن أول شرط للتخلص من ذلك هو أن يشعر الإنسان بالانسانيته لا بد أن تتجدد من خلال الفكر والحركة والشعور والإحساس , ولا أريد القول أن التجدد فريضة دائمة , ولكن لابد للإنسان من أن يواجه كل ما يقدم إليه بطريقة جديدة , كما لو لم يكن قد فكر بها سابقاً , فلعله يكتشف خطاً في فهمه أو في منهجه أو في طريقته لمواجهة الأمور , ولهذا فان إحساس الإنسان بعمق إنسانيته وأصالتها يفرض عليه أن يفتح عقله لكل شيء جديد من دون خوف من أن يفقد شيئاً مما ورثه أو مما يحتاج إليه , لأنه ليس من الضروري أن يكون ما ورثناه واعتدنا عليه موافقاً للصواب , فمن الضروري أن نفتح عقولنا لنعرف الحقيقة والصواب .وإننا ننطلق من هذه الملاحظة إلى الملاحظة الثانية , وهي إن الله سبحانه سيسألنا عما عقلناه واخترناه من خلال وعينا للأشياء , فالله تعالى لا يقبل منا أن نقول (( إنا وجدنا آبائنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون )) ولا يقبل منا أن نقول إن ما نعيشه ونقبله هو ما يعيشه الناس من حولنا وما يقبلونه . لان الله أراد للإنسان أن يمارس مسؤوليته في القضايا الفكرية من خلال عقله , لا من خلال الناس الآخرين وليس المعنى ذلك نرفض ما عند الناس ولكن أن يكون التزامنا بما عند الناس ناشئاً عن اقتناعنا به , لا عن تقليدنا لهم , ومن الطبيعي إن للجانب الروحي دوراً كبيراً في إزالة الرين والغشاء عن القلب والعقل , وهذا الغشاء يصد الإنسان عن الانفتاح على الحقيقة من خلال انه أغلق قلبه عن الله , وهذا ما نستوحيه من الآية الكريمة (( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم )) فالإنسان ينسى ربه , ينسى مسؤوليته , وينسى نفسه في عملية التوازن والاستقامة . | |
|