Admin المدير العام
عدد الرسائل : 44 العمر : 61 البلد : العراق تاريخ التسجيل : 06/06/2007
| موضوع: ماذا خسرت الانسانية بالاستشهاد الامام علي (ع) الخميس أكتوبر 04, 2007 9:29 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم بمناسبة استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) اعزي العالم الإسلامي وإخواني وأحبائي في اعضاءمنتديات مودة عندما تتحاور العقول بلغة الكلمات والحروف تسقط أمام هذا الحوار لغة النار والعنف وتصمت السيوف في أغمادها , فبداية الوجود كانت من الكلمة , ومن الكلمة الطيبة ولد التوأمان المكان والزمان , وابتدأت عجلة الحياة بالدوران وبالمسير نحو الأمام .فلملمت أفكاري لأكتب بعض السطور المتواضعة عن استشهاد الإمام أمير المؤمنين ذلك الجرح الذي أصاب كرامة الإنسان على مدى الأزمان .فعزمت اكتب ما خسرت الإنسانية ولم اجعله ماذا خسر المسلمون ... وذلك لان المسيحيين أنفسهم يرفضون أن يكون الإمام علي (ع) ملكاً للمسلمين فقط , بل يعتبرون إن الإمام علياً ملك عام وارث إنساني عظيم خلفته وحكمة السماء لعموم أهل الأرض , وبالتالي فقدانه يعني خسارة الإنسانية لا خسارة المسلمين فحسب .لقد استطاع الإمام علي بإيمانه وصبره , وبروحه وبفكره وبما حباه الله به من خصال وخصائص لم يعطها لغيره , أن يحول المعاناة والآلام إلى مشاريع حضارية والى قيم وآمال , واستطاع أيضا أن يحول ما أراده الآخرون له من هموم ونقم إلى مبادئ سامية نبيلة والى تعاليم خالدة تقود من اتبعها إلى الفوز والنعم , ومن هنا كانت العظمة عنده هي العظمة التي تتجلى في حياة البشر أقوالا ,أفكارا وأفعالا أنها القدرة على معرفة الذات واستكشاف عالم {الأنا} الذي تحكمه النفس وتحركه الروح .وإذا كانت هذه الخطوط العريضة والعامة لمعاني العظمة والرفعة عن الإمام علي (ع) في حياته , فما هي إذا الخسارة التي حاقت بالإنسانية نتيجة استشهاد الإمام علي الذي كان يجسد كل معاني العظمة في حياته ؟ لنرى ماذا قال المفكرون المسيحيون عن استشهاده؟فالمفكر والأديب ( نصري سهلب ) يرى الإمام علياً (ع) كان دائما وأبدا أقوى من الزمن وأكثر امتدادا بعظمته منه . وهنا يتساءل الأستاذ سهلب مستحضراً صورة الإمام علي أمامه قائلاً:ـ{ فتشت في الدنيا عن سر خلودك فلم أجد عند أهل الأرض جواباً , ألعلك من أبناء السماء أم لعل أهل الأرض ما استحقوا أن تكون عليهم أميرا, فسلخك الله من قلوبهم فأدماها , ولا تزال إلى اليوم , تتضور شوقاً إليك وحنينا ؟! وبعد هذا التساؤل ومحاولة البحث عن جواب مقنع وشافي يقول الأستاذ سهلب ((( وفي بيت الله قتلوك , وأنت راكع وباسمه تسبح وتستغفر , فمضيت من اجلهم تصلي وتستغفر , والى ربك عدت راضياً مرضياً , وتركت أهل الأرض يئنون ويتحسرون , لا لأنهم خسروك فحسب , بل لأنهم أدركوا إن ينبوع الروح شح بموتك , وكحاد يجف , وإنهم إلى أقوالك وأفعالك سيعطشون وهيهات أن يجدوا ينبوعاً كروحك منه يرتوون)))يقول الأستاذ سليمان كتاني ((( إن الضربة التي هوت على رأس هذا العبقري رغما عن أنها لم تصب إلا التافه من كيانه , فإنها لا تزال تعتبر طعنة في صميم الكرامة الإنسانية ووصمة على عصر يتناول عن حقه , تاركا للأجيال شرف تقييم الرجل الذي أهملت تقديره .. من حيث أصبح ابن أبي طالب أوسع واحة يهفو إليها عطش الإنسان إذ يلهث به تجواله عبر العصور))) .وأخيرا وبعد أن استعرضنا نموذجين من أقوال المفكرين المسحيين ليس لي أن أقول إن الإمام علياً (ع) الذي بدأ حياته مبصراً النور في الكعبة العظيمة , وهي أول بيت لله سبحانه وتعالى , وانتهت حياته الشريفة في بيت من بيوت الله , وما كان بين الولادة والشهادة من مآثر عظيمة , لهو إمام يعجز اللسان أو القلم عن وصفه والإحاطة به وبعظمته سواء كان القلم إسلاميا أم مسيحياً .وقبل أن أضع قلمي لا يمكنني إلا أن ارفع يدي ضارعا مبتهلا إلى الله الرحمن الرحيم أن يتقبل هذا العمل مني .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . | |
|