بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أتقدم إلى إخواني وأخواتي أعضاء
في منتديات مودة وللعام الإسلامي أحر التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر الطاعات
شهر رمضان المبارك .
بعد أيام نستقبل شهر رمضان وهو (( شهر أمتي )) كما
عبر رسول الله (ص) , وهو (( شهر الإسلام وشهر الطهور )) كما
عبر عنه الإمام زين العابدين (ع) ... وعندما نستقبل هذا الشهر الكريم فإننا نحاول أن
نكتشف فيع العناصر التي تتصل ببناء الشخصية الإسلامية . لأن هناك نقطة مهمة لابد
لنا أن نتأملها في العبادات كلها , وهي إن الله سبحانه وتعالى جعل للعبادات
دائرتين :ـ
الدائرة العبا دية :ـ
.................... الدائرة الأولى هي سر
التعبد لله , فالإنسان في العبادة يشعر بمعنى العبودية لله الذي يفرض عليه أن يذوب
فيه , وان يتجاوز المعاني الذاتية في شخصيته فينحني عقله بين يدي الله تعالى ,
وينحني قلبه أمام الله , وينحني جسده بين يدي الله راكعاً يعظم الله في ركوعه , وساجدا
يعظم الله في سجوده ومسلما يعظم الله في قيامه وفي الكلمات كلها.
وان يتمثل في العبادة المعنى الذي يجعله يسقط
ذاته في عناصره الشخصية ليذوب في الله , وليشعر انه ليس شيئاً أمام الله إلا من
خلال ما منحه الله من الإحساس بالشيئية في معنى العبودية .
الدائرة التربوية :ـ
...................... وأما الدائرة الثانية
فهي الدائرة التربوية , والتي تتمثل بإيحاءات العبادة لعناصر الشخصية الإنسانية ,
فنحن نقرأ مثلاً في القرآن الكريم { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } فالإنسان
عندما يصلي ويستجمع عناصر الصلاة كلها فيها يقرأ وفيها يركع ويسجد ويجلس ويقوم ,
فانه ينفتح على عالم يشير إليه بأن يكون الإنسان الذي يعيش معنى أخلاقيته ,
وليمتنع عن كل ما يتجاوز الحدود , وليبتعد عن كل ما ينكره الله وينكره الناس.
أيها الأحبة : هذا مفتاح شهر رمضان فلا
تستعملوا المفاتيح التي تدخلكم إلى شهر رمضان كالكثيرين الذين يحولون هذا الشهر
لهواً ورقصاً ولعباً وغناء وسكراً وعربدة وكما في الكثير كالكثير من الدول التي
تستقدم الفرق الفنية الغنائية الراقصة حتى تشغل الناس في شهر رمضان عن ربهم وعن أنفسهم
وهم يبررون ما يصنعون بالقول : أن الناس متعبون من الصوم فلابد لنا أن نريحهم بهذه
البرامج اللاهية ... إن الصوم الذي يتعب الناس لا يحتاج إلى راحة في اللهو والعبث
, ولكنه يحتاج إلى راحة في العروج إلى
الله , وفي الحديث إلى الله , وفي الخشوع لله , وفي البكاء بين يدي الله , وفي
الفرح بطاعة الله .
أيها الأحبة : إن لله عتقاء في هذا الشهر فاطلبوا
من الله أن تكونوا من عتقائه , وان أبواب الجنة في هذا الشهر مفتحات , كما يقول
الرسول (ص) فاسألوا الله أن لا يغلقها عنكم , وان أبواب النار في هذا الشهر مغلقات
فاسألوا الله أن لا يفتحها عليكم , ويد الشياطين في هذا الشهر مغلوقة فاسألوا الله
أن لا يسلطها عليكم , فقد دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامته ,
أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب ,
فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فا
الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم . والحمد لله رب العالمين.